رغم الزيارات الفجائية للمسؤول الأول بولاية الشلف مؤخرا ، وكذا التعليمات التي وجهتتها السلطات الوزارية ، الولائية، للقائمين على المؤسسات الاستشفائية بالشلف بتقديم خدمات صحية راقية للمرضى والعمل على تذليل العقبات ، إلا أن هذه التوصيات لم تجد بعد ما يكفي لأن يتحقق مقصد السلطات ويلقى المريض كل الوسائل والظروف لتلقي الرعاية الصحية الازمة التي اقرتها الجزائر في قوانينها وصادقت عليها بموجب المواثيق الدولية .
أعرب عدد من المرضى وأهاليهم بالشلف ، عن استيائهم وتذمرهم الشديدين من جراء التدابير والاجراءات التي أضحت تواجههم بمجرد إتصالهم بالمستشفيات ، وخص هؤلاء شكواهم بإجراء تحويلهم نحو مستشفيات أخرى ، واعتبر هؤلاء أن هذا التوجيه الذي يلقونه كلما اتصلوا بمستشفى يتم اعادة توجيههم لمستشفى آخر بداعي أنه غير مختص أو حتى عيادات خاصة لغياب التحليل أو الأشعة ، وحين توجههم للمستشفى محل التعيين بعد أن يحظى المريض بلقاء مع رئيس مصلحة أو مسؤول يتحججون بغياب الطبيب أو نفس العذر مما يجبرهم للبحث عن منفذ آخر أمام آهات المريض ، فيما يُجبر آخرون للتوجه نحو العيادات الخاصة رغم الأعباء التي يخلفها هذا القرار بسبب سوء التسيير والتسيب ، وإعتبر آخرون أن هذه الممارسات أصبحت تلازم يوميات المرضى ومنهم من تم تحويله نحو مستشفيات خارج الولاية أو يقرر اللجوء بنفسه لذلك مجبرا غير مخير للعيادات الخاصة التي بدأت هي الأخرى تستثمر في واقع الصحة محليا ، وفي خضم ذلك يبقى المريض عرضة لهذه الممارسات بسبب غياب رزنامة يتم اشهارها لمختلف التخصصات حتى يلجأ اليها المريض قبل أن يقع ضحية للتلاعب والخطأ الإداري مما قد يتسبب في صحة المريض سلبا.
كما أن مجرد جولة إستطلاعية نحو المؤسسات الإستشفائية التي تدعمت بها الولاية ،وحتى قاعات العلاج تكون كافية لرصد واقع الصحة بولاية الشلف ،ما جعل المرضى يبحثون عن "معارفهم" قبل التنقل لمجرد خدمات علاجية بسيطة، وقد انعكس هذا الوضع الصحي للمرضى بالشلف سلبا ، من جراء ضعف الخدمات الطبية ونقص التأطير الطبي ببعض الهياكل وقاعات العلاج ، مما ساهم في تنمية القطاع الخاص وترك المريض في دوامة للبحث عن الإستشفاء ، على الرغم من أن السلطات العليا في البلاد تاكد في كرة مرة على تهيئة وتوفير كل الوسائل المادية والبشرية لتثمين الصحة محليا الأمر الذي لا تزال تفتقده مستشفيات الشلف.
في وقت تبقى الولاية المليونية بحاجة لمستشفى جامعي وحتى توفير التخصصات المطلوبة ، بحيث أصبحت سيارات الإسعاف على مستوى مستشفيات الولاية في حالة تأهب يوميا من أجل حالات مستعجلة وأخرى بحاجة لمجرد عمليا جراحية عادية نحو مستشفيات العاصمة أو وهران لإنعدام الوسائل والتأطير الطبي ، وهو الملف الذي تراكم منذ عقود من الزمن والبحث عن حلوله لا يزال جاريا وينتظر تدخل من مسؤولي الولاية قصد إيجاد بدائل ترفع الغبن عن المواطنين بالإضافة للمستشفى الجامعي وكلية الطب خاصة وأن كل الظروف مواتية من أجل تحريك وتيرة البحث العلمي بجامعة الشلف.
محمد/د
محمد/د
إرسال تعليق